Translate

الأحد، 3 يونيو 2012

Henna , Alcanan


تاريخ الحناء

الحِنَّة..أداة من أدوات الزينة التي ارتبطت بالمرأة منذ قديم الأزل، ولكن سحر هذه النقوش والزخارف لم ينطفئ مع مرور الزمن؛ بل إن الولع بها امتد حتى يوما هذا حتى صارت موضة العصر، ليس فقط بين نساء الشرق، حيث موطن هذا التقليد، ولكن أيضا بين نساء الغرب، ولعل السر يكمن في تصميماتها المعقدة التي يستغرق رسمها ساعات، ولونها الأحمر القاني الذي يتوهج ، ورائحتها العطرة التي تفوح برائحة الطبيعة.



والحقيقة أن ظهور تقليد قديم مثل الحناء فجأة ليصبح اتجاهًا رائجًا في كل أنحاء العالم يؤكد غرابة الموضة. فاليوم يتزايد الطلب على الحناء وأدوات رسمها في كل أرجاء المعمورة، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والدول الأوروبية، بل إن الأمر الطريف أن هناك الآن موقعًا على شبكة الإنترنت لمناقشة الأمور المتعلقة بالحناء، حيث في مقدرة المهتمين بالحِنَّة أن يتلقوا إجابات على أسئلتهم، ويتبادلوا القصص والحكايات حول هذا الفن

وقد أصبحت الحناء بتصميماتها الجميلة على مختلف أجزاء الجسد، أسلوبًا للتعبير عن الذات غير أن الأمر يختلف تمام الاختلاف بالنسبة للمرأة الشرقية. فإذا ما أخبرها أحد بأن الحناء هي موضة العصر، ستنظر إليه بلا شك بكل استغراب. ذلك أن الحناء وفنون رسمها قد ظلت جزءاً من ثقافة آسيا و شرق أفريقيا على امتداد العصور، والحِنَّة بالنسبة لهذه الثقافات ليست مجرد رسومات ونقوش جميلة، لكنها تقليد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعادات .

وتؤكد المراجع التاريخية أن المصريين القدماء هم أول من استخدموا الحناء، حيث تم العثور عليها على أيدي المومياوات المصرية التي يعود تاريخها إلى عام 5000 قبل الميلاد إذ كان يسود الاعتقاد بأن وضع الحِنَّة على الأيدي والأقدام يحفظها من الشر.

أما في الهند، فقد كانت بداية استخدام الحِنَّة في المناطق الشمالية خلال القرن الثاني عشر الميلادي، عندما أدخلها المغول إلى الهند. غير أنها أصبحت أكثر انتشارًا عندما بدأت النساء تعتمد في رسوم الحِنَّة على نقوش من التراث، بما في ذلك الحكايات الشعبية والميثولوجيا. وباعتبارها رمزًا للرفاء وحسن الطالع، لا تزال الحناء تلعب دورًا رئيسيًا في المجتمع الشرقي الحديث، وخاصة أثناء المناسبات المهمة مثل احتفالات الزفاف.

وحتى اليوم لا تزال تقاليد الزواج في كثير من البلدان يوم كامل للحناء تتزين فيه العروس وأفراد أسرتها وأصدقاؤها بأجمل رسومات الحِنَّة، ولعل هذا التقليد يعكس إلى أي مدى حافظ المجتمع التقليدي على تراثه وتقاليده العريقة التي توارثها جيلاً عن جيل.

ورغم أن هذا الفن يستخدم اليوم في الأساس بغرض التزين والتجميل، فإن استخدام الحناء يعكس ثقافة متميزة والصلة الخاصة التي تنشأ بين النساء في مثل هذه المناسبات. ومن النقوش الفنية يمكن الوقوف على المشاعر والسمات المختلفة لحياتهن، بل أن التصميمات نفسها تعكس العديد من الجوانب الدقيقة لثقافة المرأة.

ولا شك أن الولع بالحناء في الغرب سوف يخبو في الوقت الملائم شأن أي موضة جديدة غير أن الأمر يختلف بالنسبة للشرق، حيث سيبقى

فن الحِنَّة جزءاً من التراث الثقافي الذي عاش وتواصل على امتداد القرون